dimanche 26 août 2012

هكذا أصبحت عاهرة (تأليف : توفيق الرايس )

مرحبا .....إسمي سلمى وأنا الأن إمرأة تجلس بجانب الأرصفة أنتظر أن تجود علي أيدي أحد المحسنين لأستطيع إعالة نفسي ... تتسألون كيف أصبحت هكذا ، ربما بعضكم ترسخ في ذهنه أنني ولدت في عائلة فقيرة ولم أدرس وخرجت صغيرة إلى الشارع لأواجه العالم وحدي .......لكن هذه ليست قصتي ، فأنا ولدت في عائلة متوسطة بمدينة الدارالبيضاء المغربية في أحد المناطق الشعبية ، كنت أرى الحياة من منظار واسع وكنت دائما أقنع بما لدي و بحياتي وكنت جادة في دراستي كان أملي قبل أن أكون نفسي وأعيل نفسي و أن أرد لوالدتي ووالدي ما تعبا من أجله كنت أطمح لرؤيت عيني والدتي وهي تراني وأنا أحمل شهادة تخرجي ، لم تكن أحلامي بسيطة كنت أتمنى أن أصبح مهندسة أو طبيبة أو محامية ، ولم تسقط أبداً هذه الأحلام من رأسي ، كنت جد خجولة ولم أكن أعرف الكثير من الشباب والفتيات في جميع مراحلي الدراسية ، ربما الثانوية بالنسبة لمعظم الشباب هي أجمل مرحلة في الحياة وكانت كذلك بالنسبة لي ، وكنت كل صباح أتسمر أمام المرآة و أتدرب على ضحكتي وعلى طريقة كلامي لأصبح مثلها ...... تتسألون من هي إنها حسناء الفتاة التي كان يحبها الجميع لقد كانت حلم جميع المراهقين كان جمالها خارقا وتعاملاتها طيبة وحسنة مع الجميع وكانت تسمع المدح منذ دخولها للمدرسة ، كنت أحاول ماأمكن أن أتقرب منها وأشتري مثل ملابسها ومكياجها لكن أحوالنا المادية لم تكن في تلك الدرجة من الرخاء ، فقد كان أبي رجلا متوسط الدخل ، المهم أردت طريقة ما لأجني بها المال ففكرت بالعمل لكن أحوالي الدراسية لم تكن تسمح كان علي أن أصب كل تركيزي على الدراسة فقط لا غير . ومن هنا بدأ يتلاشى حلم أن أصبح مثل حسناء .....حاولت ما أمكن ألا أكثرث لنظرات الجميع لملابسي على أنها ملابس قديمة لكن رغم ذلك كانت كل نظرة لملابسي تتبعها ضحكة ، لم أكن كالمختلين بالدراسة أو النوابغ الذين يهملون مظهرهم لكن في نفس الوقت لم أكن أرقى لأكون الطالبة الذكية والمثيرة التي رسمتها في ذهني ، أما بالنسبة لأصدقائي فقد كانت لدي صديقة واحدة وهي ليلى و غادرت ليلى الدراسة بسبب سوء أوضاعها الإجتماعية وما زاد الطين بلة هو وفاة والدها الذي نزل عليها كالصاعقة وحولها من وردة تفوع بعطور الحياة إلى وردة ذابلة همها جمع المال ، ساءت أحوال ليلى أكثر فأكثر فإنتهزت فرصة العمل خارج البلاد و همت بالرحيل وكنت الوحيدة التي ذهبت معها للمطار و بكيت ذلك اليوم كما لم أبكي من قبل ،ففراق صديقتك الوحيدة أشد إيلاما من فراق إخوتك ، وعند عودتي من المطار إستقليت القطار و بكيت نصف الطريق قبل أن يسألني رجل خليجي قادم لتوه من المطار عن سبب بكائي فحكيت له القصة ثم خفف عني قليلا ، وبسذاجتي لم ألاحظ إعجابه بي و عندما إقتربت من الوصول لمحطتي طلب مني ذلك الرجل الخليجي رقم هاتفي فربما نلتقي مجددا كأصدقاء ، لم أدري ما حصل معي فأعطيته رقمي ثم ذهبت ، كنت أشعر أنه سيتصل مجددا لكن مر اليوم الأول ولم يتصل والثاني ولم يتصل لكن في اليوم الثالث إتصل بي وطلب مني الإلتقاء به و أخبرني أنني أعجبته و يريد الزواج مني بعد أن يعرفني جيدا ...كنت جد ساذجة عندما صدقته ومنذ أول لقاء بيننا أخذني لأحد الفنادق الرائعة بالدارالبيضاء وأنا إنصعت لأوامره دون معارضة بتاتاً ثم طلب مني أن أشرب معه بعضا من الخمر... في البداية رفضت لأنني لم أجرب من قبل ولأن الخوف سكن قلبي ، لكن فيما بعد إنصعت لأوامره وشربت ، ولم أنتهي من كأسي الأول حتى ظهر جانب أخر من شخصيتي لم أستطع رؤيته طوال حياتي أصبحت كفتيات الشارع و بدأت باللف والدوران عليه ، إنعزلت تماماً عن شخصيتي التي كنت عليها قبل ساعة فقط تحولت من فتاة إلى مرأة وبكل رغبة مني بدأت أرقص له بغيت إثارة شهواته الباطنية والخارجية وإنصاع الرجل بكل سرعة ، بدأ يلامس كل أطراف جسدي الرعشة تسكن كل محل من جسدي كان قد لمسه وأحسست لأول مرة أنني بكامل أنوثتي بجسدي العاري وملامسته الساخنة وكلامه المادح لي وكنت كل بضع دقائق أطلق ضحكة مرتفعة وساخنة حسب قوله ، كنا في قمة السكر أنا وهو لوحدنا ، ودون سابق إنذار طلب مني أن أنام معه كان طلبه كالصفعة على وجنتي ولكن السكر خفف الصدمة وإنصعت لأوامره وزال الخوف من قلبي لدرجت أنني نسيت من أنا ، لم أشعر بشيئ وأنا معه ربما لأنها المرة الأولى أو ربما لأنني كنت في عمق السكر الذي سيطر على كليا .
أشرقت شمس يوم جديد و نهضت في الصباح وإكتشفت أن عذريتي ضاعت مني وأصبحت إمرأة اليوم بعد أن كنت فتاة البارحة ، لم أجده بجانبي ، لكنني وجدت شيكاً موقعا بقيمة خمسة ملايين ريال ، ولولا الخمسة ملايين لجننت ، لكن رغم ذلك كان الثمن غاليا جدا ، لو سألني أحد عما كنت سأفعله لو وجدت عذريتي قد فقدت دون رغبة مني لكنت أجبته بأنني سأقتل نفسي و سأقتل من أخذها مني لكن الحقيقة أنني لم أبالي ، صدقاً لم أبالي ربما المال من جعلني دون مبالاة وربما شيئ أخر لكن المضمون أنني لم أبالي بتاتا ، لبست ملابسي بعد أن إستحممت ومن فرط لامبالاتي بدأت أغني وأنا أستحم ثم قصدت البنك بأقصى سرعة و حولت الخمسة ملايين لرصيد جديد فتحته بإسمي ثم أخذت بضع ألوفات إقتنيت بها بعض الطعام والتجهيزات النزلية التي أسكتت بها أفواه البيت التي كانت تسألني عن مصدر المال الذي معي ، والتي جعلتهم يصدقون أول كذبة أخبرتهم بها نسيت ماهي الكذبة لكنها كانت كذبة واهنة بنظري ، خرجت زوال ذلك اليوم لشراء بعض الملابس وأنا أشعر أنني لم أعد سلمى التي كنت عليها أحسست بأن شخصيتي تغيرت جذريا أصبحت أكثر تمردا ....إشتريت أخر ما نزل في السوق من ملابس ومن أفخر الماركات ، ثم قصدت الصالون و صبغت شعري ثم صففته . كان كل من بالبيت من والدي إلى أختي الصغيرة مندهشا بسلمى الجديدة لكن لم يجرأ أحدهم على النطق لأنني كنت بنظرهم قدوة البيت .
في الغد قصدت الثانوية كأميرة تقصد حفلة راقصة وكنت متشوقة جداً لهذا اليوم ، وبالفعل لقد تركت أفواه نصف الثانوية مفتوحة لقد بحثث الفتيات على أي شيئ لينتقدنني لكنهن لم يجدن شيئاً ، وطلب مني في نفس اليوم ثلاث شباب من أجمل شباب الثانوية أن أرتبط بهم لكنني رفضت بضحكة ساخرة ، كانت كل الأعين تحدق منذ دخولي للثانوية إلى خروجي منها وإستمتعت بمدح بنات قسمي لي طبعا لقد بدأن يتشبثن بي بجميع الطرق فيما كنت كالحشرة أمامهم فيما قبل .
لقد خرجت من لائحة المنسيون وأصبحت محط أنظار الجميع و بدأ يخيل لي أنني الفتاة الأكثر جاذبية بالثانوية وحطمت أسطورة حسناء بأشواط المسكينة دخلت في إكتآب منذ أن رأت شكلي الجديد، كنت أسعى لتقليدها فيما مضى لكن على ما يبدو هي من تسعى لتقليدي بعد أن شاهدتني بالحلة الجديدة ، إقتنعت أن المال يعطي صاحبه أي شيئ المحبة و الجمال و كل ما يمكن أن يخطر على البال ..... إرتفعت كفة غروري وحب الناس لي بينما إنخفضت كفة دراستي ومعدلات إمتحاناتي لكنني لم أكن أبالي إستمتعت بإسراف الخمسة ملايين إلى أن بقي منها صفر فلس ، لكن رغم ذلك فقد كسبت من ورائها خزانة مليئة بأرقى الملابس والأحذية والماكياج من أرقى الماركات كنت أعتبر تلك الخزانة هي كل قيمة ، تجردت من قيمتي الإنسانية ومن شخصيتي السابقة وأصبحت إنساناً مسطنعا يخضع لرغبة وطلبات المجتمع .....كنت بأمس حاجة للمال فقد أصبح شيئا مهماً في حياتي وأدمنت إسرافه كما أنني كنت أحتاج ملابس جديدة فرغم أن خزانتي مليئة لأخر حد إلا أنني أصبحت من النساء اللواتي يصرخن أمام خزانة ضخمة من الملابس ويرددن لأزواجهن ليس لدي ما ألبسه ،فكرة مرارا وتكراً في كيفية تحصيلي للمال فإخترت الطريقة الأسهل وأوهمت عائلتي أنني أصبحت أشتغل ليلا بينما كنت أرتمي كل ليلة في حضن رجل جديد كنت أعيد له نفس السيناريو الذي أمثله مع من سبقه كنت أتعلق بهذا وأكره ذاك لكن المال كان يزين في داخلي كل شخص منهم ومن هنا بدأت رخلتي كعاهرة ، وكما كان متوقعاً رسبت فيالسنة الدراسية لكنني لم أكثرث صدقا حتى أن والدتي بكت في مكاني بينما كنت أنا منشغلة يومها برجل ثري جدا لأخرج معه ليلا .
بدون إنكار لقد كنت أستمتع مع بعض الرجال الذين كانو يحسنون معاملتي ويعاملونني كإمرأة كنت بعد كل ليلة مع رجل أصبح أكثر إحترافية ووصلت إلى مرحلة مات فيها قلبي على الرجال أصبعت أعشق المال فقط لم أعد أكثرث لهم كان معظم الرجال الذين أنام معهم فوق الأربعين سنة وكان معظمهم متزوجا وكنت أحنا من فترة لأخرى إلى العائلة و لتكوين أسرتي الخاصة لكن شيئ أكبر مني كان يمنعني .
وحدث ذات يوم أن كنت سأذهب مع أحد الرجال لكنني كنت جد مريضة تلك الليلة مرضت تلك المرضة دون سابق إنذار وبشكل مفاجئ فإضررت لإزالت مكياجي والعودة للبيت بينما ذهبت فتاة أخرى مع الزبون الذي كنت سأذهب معه ، ومنذ ذلك اليوم إنقطعت أخبارها وأخباره ، ربما قتلها وربما سجنها لا أعلم ولم أشعر بالشفقة عليها لأنها لم تكن ممن يستحقون الشفقة لكنني إعتبرتها علامة من الله ولولا رحمته لكنت أنا مكانها ، ومنذ ذلك اليوم قررت إعتزال الخروج مع الرجال ، بل أصبحت أكرههم . فعدت لدراستي بصعوبة وحاولت إستدراك ما فاتني من دروس ، لكن الحظ العاثر وقف أمامي مرة أخرى فتعاركت مع أحد الأساتذة الذي حاول التحرش بي فوقف لي بالمرصاد إلى أن طردني ، ولم أتلقى أي دعم من والدي أو والدتي ولم أتلقى غير السخط المهين . فأخذت حقائبي ليلا ورحلت من المنزل ، أخذت حافلة لا أعلم لأي مدينة هي متجهة ، بقيت بالحافلة ومعركة التفيكر بداخلي على أشدها تصادمت كل الأحداث وكل ما مر بي بداخلي أردت البكاء لكن دموعي نشفت منذ زمن طوييل أردت لوم نفسي لكن الغرور الذي كسبته كسر ملامتي لنفسي ، وصلت إلى مدينة الصويرة بعد أن إنتهت رحلة كان يخيل لي أنها لن تنتهي أبداً ، ونزلت هناك بأحد الفنادق الرخيصة حيث كان بإمكاني سماع المضاجعة التي كانت في أوجها في الغرفة المجاورة لي . في الغد بدأت رحلة البحث عن عمل لكنني لم أجد لقد كان بعضهم يحتاج لتصريف العمال حتى ، لاحظت في المدينة كثافة الأجانب فإخترت العودة مرة أخرى لبنت الليلة التي تخليت عنها منذ زمن ليس بالطويل ، وبصراحة كانت أحوال العمل كساقطة بالصويرة جد مربحة أولا لكون جميع الزبائن من الأجانب وثانيا لعدم وفرة بنات الليل بالصويرة وأمضيت أقسى الأيام هناك خصوصا أيام الشتاء القاسية فمن يشعر بقساوة يناير وفبراير أكثر من إمرأة تقضي ليلهما شبه عارية ، وكانت تنتابني أحياناً حالات إشمئزاز ونفور من نفسي لكن سرعان ما ينسيني كأسي فوتكا كل ذلك الهم ، ومرت الأيام على هذه الحال ورغم إشتياقي الشديد لعائلتي حاولت تجاهل أحاسيسي و عيش الحياة وأية حياة هي التي أعيشها !!! ذات يوم تعرفت لأحد الرجال الفرنسيين يدعى مارك وخرجت معه كالعادة وكان مارك رجل في العقد الخامس من عمره وتعلق بي تعلقاً شديدا لا أنكر تعلقي أيضا إنما ليس به بل المال الوافر الذي يقدمه ، إقترح علي مارك أن أذهب معه لفرنسا وأصبح عشيقته هناك لكنني لم أكثرث لكلامه لأنني ظننته كجميع الرجال يعدون ولا يوفون ، لكن مارك بعد ذهابه لفرنسا كان يرسل لي كل أسبوع قدراً ماليا كبيرا وطلب مني عدم الخروج مع رجل غيره لكنني خرجت مع غيره طبعاً، ومرت أربعة أشهر على هذه الحالة إلا أن إتصل بي ذات يوم وأخبرني أنه قادم ليأخذني معه بعد أسبوعين .
مر الأسبوعان بأسرع ما يمكن و بالفعل خرجت أوراقي ، وودعت بلدي بكل سرور لأنني وبكل صراحة كرهت هذا البلد بعد كل ما حصل معي لم أعد أحتمل التواجد على هذه الأرض .....كان ركوبي بالطائرة لأول مرة جد محمس و إرتعبت قليلا لكن سرعان ما تعودت ، ووصلنا بعد ساعات إلى مدينة مارسيليا ، وخيل لي أن الجميع ينظر نحوي ، كان الجو هناك باردا جدا ، فأحسست أن شفتي تجمدتا من البرد الشديد بينما كان مارك يضحك في وجهي طوال الوقت ، كانت القرحة تغمره لأقصى حد ، كنت أظن أنني سأنبهر بفرنسا جدا لكن لم يبدر مني أي تصرف أو إنبهار مثير للإهتمام ، أخذنا التاكسي ووضع مارك الحقائب في الوراء بينما أنا دخلت للتاكسي بسرعة لأتدفى ولو قليلا ، كنت أنظر من نافذة التاكسي دون مبالات مررت على عدة مسارح و قاعات الموسيقى و المعارض الفنية في الهواء الطلق مما أوحى لي كأنها عاصمة الإبداع الفني بأوروبا ، وبعد نصف ساعة وصلنا إلى شارع يدعى شارع باريس ، و دخلنا عمارة كبيرة ثم أخذني إلى شقة في الطابق الخامس وقال لي مرحبا بك في بيتك عزيزتي ثم قبلني في عنقي بكل حميمية ، فور وصولنا قمنا بالمضاجعة وكنت أحتاج إليها أكثر منه لأنني كنت أشعر بالبرد الشديد وجسده كان بالنسبة لي كالفرن الساخن أنذاك ، وبعد ساعة ونصف غادر هو ليعود إلى زوجته بينما بقيت أنا لوحدي في الشقة مغتربة ، كان إحساساً صعبا ومؤلما جداً لكنني سرعان ما وضعت مكياجي على وجهي وخرجت لأتفسح و رأيت عدة متاحف ومقاهي و حدائق ومعالم تجعلك منبهرا بجمالها ، و بعد ساعتين من التجوال عدت لشقتي ، كان نفس الروتين يحصل معي كل يوم و كان مارك يعود لي مرتين في الأسبوع كنت أخذ منه المال وأعطيعه جرعته المعتادة من الحنان و الجنس ثم يعود لزوجته العجوز ، من هنا قررت إستغلال الوقت الذي يكون فيه غائبا لأعود لعملي كبائعة الهوى ، فكنت أخرج مع ذاك و أبيت مع الأخر إلى علم بأمري مارك فطردني من الشقة ، فسكنت في شقة صعيرة مع فتاة هوى أخرى ، وعلى نفس الحال قررت العودة لبلدي بعد أن كرهت فرنسا و بعد أن كرهت الشعب الفرنسي لأنني لم أعرف منه غير النذلاء و السكارى .
عدت لوطني من جديد وإشتغلت بأحز المقاهي بمدينة الرباط و إستأجرت شقة صغيرة بثمن مناسب ، كنت أقضي معضم وقتي بالمقهى ثم أعود للبيت ليلا لأشاهد التلفار أو ربما أحيانا أذهب لتسوق بضع حاجيات ، وحدث معي أن أعجبت بأحد الزبائن الذين كانو يتوافدون علينا بالمقهى بشدة ؟ لم أكن أعلم إذا ما كنت أحبه أو لا لكنه لم يخرج أبداً من تفكيري وأكثر ما زادني تشجيعاً هو نظراته الغير عادية تجاهي ، كنت أعلم أنه يريدني لكن حاجز الخجل ةالكبرياء وقف بيننا . فتعمدت ذات يوم حرق رجله بفنجان القهوة الذي طلبته فقط كي ألمسه ، فإستغل هو أيضا الوضع كما إستغللته وطلب مني الخروج معه فلم يكن لقلبي جواب غير الموافقة فقد كنت متلهفة لتقبيله وعناقه ولأول مرة لم أكن متلهفة لممارسة الجنس معه لقد كان يشكل جوهرة بالنسبة لي بعينيه البنيتين وشعره البني المائل إلى الأشقر وشفتيه وجسده النحيل ، كنت أريده لي بكل بساطة ، وبالفعل خرجت معه وأصبحنا على علاقة و صارحته بحقيقتي وبما كنت عليه فقبل علي كما أنا شرط نسيان الماضي ، أصبح هو أيضا يحبني ولايقوى على فراقي ، وعرفني بأخته الوحيدة وما تبقى له من أقارب في هذه الدنيا ، كنا نقبل بعضنا كل ساعه و كنت أتلذذ بقبله التي تداعب عنقي بكل حميمية ، ورغم كونه يعلم أنه بإستطاعتي ممارسة الجنس معه إلا أنه لم يطلب مني ذلك أبداً .وذلك ما زاد إحترامي له وتقديري له ، لكن بعد مرور بضع أشهر على علاقتنا بدأت المشاكل تدخل حياتنا ولكن رغم ذلك ظلت العلاقة متماسكة شيئا فشيئا و ذات يوم كنا نتجادل في المقهى حول الوضع الحالي لعلاقتنا فخرج من المقهى غاضباً جداً وبدون سابق إنذار صدمته سيارة وقتلته وأخذته مني للأبد لا أريد التدقيق في تفاصيل الحادثة ومشاعري بعدها لأنني لا أريد أن أشعر بتلك المشاعر من جديد ولا أريد تذكر تلك الأيام ، المهم أصبحت بعده إنسانة جد محطمة أهملت نفسي و أصبحت مدمنة على المخدرات و أصبحت سكيرة بمعنى الكلمة ، تحولت حياتي إلى جحيم وأصبحت أبيع ملابسي و حاجياتي من أجل المخذرات و طردني صاحب الشقة لتأخري عن دفع الإيجار فلم أجد مفرشا غير الشارع و غطاءً غير السماء . وأنا الأن إمرأة تجلس بجانب الأرصفة أنتظر أن تجود علي أيدي أحد المحسنين لأستطيع إعالة نفسي .

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire